الأربعاء 15 جمادى الأولى / 29 نوفمبر 2023
 / 
09:30 م بتوقيت الدوحة

آسياد 2006.. ثورة في منشآت الرياضة

الدوحة - علاء الدين قريعة

الأربعاء 26 يونيو 2013
أكدت دولة قطر للجميع قدرتها الهائلة على استضافة ما هو أكبر من الآسياد في عام 2006، فعقب النجاح المنقطع النظير في تنظيم الأولمبياد الآسيوي الكبير أعلنت استعدادها لتكون المحطة التي تحتضن مونديال 2022، وهذا ليس مستغربا عن الدوحة التي كانت الحاضنة لأبرز الأحداث الرياضية الكبرى، كما أن الكل بات يعرف النهضة الرياضية الكبيرة التي عرفتها قطر خلال السنوات الأخيرة وتتمثل هذه النهضة الرياضية البارزة في تأسيس بنية تحتية من المنشآت والمرافق الرياضية وفقا للمواصفات الفنية والتجهيزات التقنية التي تضاهي أفضل الأندية الرياضية على مستوى العالم، وهو ما يجعل قطر واحدة من بين الدول القلائل التي تمتلك منشآت رياضية بهذا المستوى، وكانت الآسياد نقطة تحول واضحة، لتؤكد على أنها في طريقها لتصبح عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط. استاد خليفة الدولي الذي احتضن دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 يمثل تحفة فنية مجهزة بكافة الإمكانات الفنية والرياضية، حيث خضع الاستاد الذي تم تشييده قبل حوالي عشرين عاما لعملية تطوير شاملة ليتحول إلى صرح رياضي جديد تماما. وقد أسهمت عمليات التطوير الشاملة تلك في تحويله من مجرد استاد مكشوف يتسع إلى 20.000 متفرج إلى استاد ذي سقف معلق يتسع لـ50.000 متفرج زوّد بأحدث وأرقى ما توصلت إليه تكنولوجيا المقاعد في الاستادات والملاعب الدولية في العالم كما زود سقفه العلوي بنظام أنيق وحديث للإضاءة على شكل قوس منحنٍ تم تصميمه بأحدث تقنيات البناء العصرية. وأجمع كل من يتعاطى الشأن الرياضي في المحافل الخليجية والعربية والآسيوية وحتى العالمية في الإعراب عن إعجابه بما وصلت إليه قطر من تقدم وتطور، ولا يساور بعضهم الشك على الإطلاق في اعتبار الدوحة مهيأة لاحتضان أكبر محفل رياضي في العالم وهو الأولمبياد فضلا عن قدرتها عن تنظيم مونديال 2022 بشكل فريد من نوعه وبحالة لم نشهدها من قبل. طموحات ونجاحات الطموحات القطرية كانت كبيرة جدا وتخطت الحدث الآسيوي الضخم، وكما فاجأ القطريون الجميع باستضافة آسياد 2006 وتنظيم أحداث رياضية كبرى ومن ثم الفوز بشرف تنظيم مونديال 2022، حيث دوى خبر رغبة قطر في استضافة الحدث الكروي الأبرز في العالم بانية طموحاتها على النجاحات التنظيمية الهائلة التي حققتها في الأعوام السابقة، وعلى ما أنجزته من بنية تحتية ومنشآت لاستضافة الألعاب الآسيوية. ألعاب العمر وإذا كان القطريون يفضلون إطلاق تسمية «ألعاب العمر» على ألعاب الدوحة، فإن ملامح الشعار كان يتمحور حول «الأولمبياد والحلم العربي»، والجميع اليوم يشهد على النهضة الرياضية التي تشهدها البلاد، حيث نالت العديد من شهادات النجاح وتهيئة الظروف لاستضافة المحافل الرياضية الكبرى، فمنشآت قطر من الأجمل في العالم، والأهم أن قطر قررت إقامة أكاديمية رياضية بجانب الألعاب والاستفادة من المنشآت والبنية التحتية». حقيقة راسخة وتتسلح قطر بحقيقة راسخة تأمل في أن تتكرر معها وتتمثل بنجاح الدول التي استضافت الألعاب الآسيوية في الحصول على شرف استضافة المونديال كما حصل مع كوريا الجنوبية واليابان، وعمل القطريون باحترافية عالية ولم يبخلوا أبداً لتجهيز كل شيء لاستضافة الألعاب الآسيوية 2006 فأنفقوا نحو 2.8 مليار دولار في مختلف المرافق والميادين، ويأملون في احتضان الأولمبياد على أرض قطر ليضاف إلى سجلات الشرف في نجاح قطر بتنظيم كبرى الأحداث الرياضية العالمية بعد أن نالت شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022. حيث «أصبح لدولة قطر الكادر الشبابي والإداري والفني المهيأ لاستضافة أكثر من بطولة عالمية، والألعاب الأولمبية ما هي إلا مجموعات من هذه البطولات». نقلة نوعية في مسيرة قطر الرياضية آسياد الدوحة 2006 أو دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أقيمت من 1 إلى 15 ديسمبر 2006 في الدوحة التي تعتبر ثاني مدينة في غرب آسيا تستضيف الدورة بعد دورة الألعاب الآسيوية 1974 التي أقيمت في طهران وأول مدينة عربية تستضيفها. واعتبرت الدورة من أضخم الأحداث الرياضية في المنطقة التي تم التنافس فيها على ما بين 39 إلى 46 نشاطا رياضيا وهو عدد قياسي فأبهرت دولة قطر العالم يوم الجمعة الأول من ديسمبر 2006 بالحفل الأسطوري الذي شهده استاد خليفة الدولي في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة «آسياد 2006» التي أجمع الجميع على أنها ستكون دورة ألعاب العمر. وصول شعلة الألعاب للاستاد اختتم بدورة حول الاستاد قام بها رياضيون عالميون قطريون مثل طلال منصور وصباح مبارك قبل تسليمها للشيخ محمد بن حمد آل ثاني الفارس الذي استطاع أن يصعد بفرسه على مستو شديد الانحدار إلى أعلى منصة الشعلة ليقوم بإشعالها. الشعلة وضعت وسط حلقات دوارة مثلت: الأســـطرلاب الاختراع الفلكي الأهم في الحضارة الإسلامية، وفي الوقت نفسه الشمس المشرقة شعار شرقي آسيا. ولم يقتصر الحفل على العروض الفنية والاستعراضات المبهرة بل قدم أيضا مفاجآت تكنولوجية لم يشهدها العالم من قبل في مثل هذه الحفلات. وحرص الحفل على تأكيد فكرة أن الرياضة هي رمز للسلام والمحبة بين الشعوب. وأعاد تذكير العالم بدور العرب في تقدم العلوم وخدمة البشرية جمعاء، كما قدم صورة معبرة عن النهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر أرض الخير والسلام وعاصمتها الدوحة عاصمة الرياضة والرخاء. وتفاعل عشرات الآلاف من الحاضرين في أرض الملعب مع الحفل فخورين بوطنهم الذي يحقق الإنجازات تلو الإنجازات في كل مجال تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقد بدأت وقائع حفل الافتتاح في الساعة السابعة بعرض فيلم قصير على شاشات العرض العملاقة داخل استاد خليفة الدولي بعنوان «أهلا في الدوحة» قدم مشاهد من العاصمة القطرية عرفت العالم بأهم ملامح التطور في دولة قطر في مختلف جوانب الحياة. واستهدف الفيلم أن يقول لكل المشاركين في آسياد الدوحة «أهلا بكم في عاصمة الرياضة الدوحة». تضمن الحفل عرضا تمثيليا مستوحى من تاريخ قطر في الغوص والصيـــد، متمثلا في شخصية بحار قطري يضيع في غياهب البحر ليكتشف بمعونة الأسطرلاب (الذي اعتبر كاختراع عربي بمثابة شعار للدورة) طريقه عبر دول آسيا متعرفا على ثقافات آسيا المتنوعة قبل أن يعود إلى دياره ويتزوج بخطيبته التي كانت تنتظره. شارك بالحفل ثلاثة مغنين عالميين: المغنية الهندية سيندي تشوهان والمغني الشهير جاكي شونج من هــونج كــونج. قبيل وصول الشعــــلة الأولمبية أدت ماجدة الرومي برفقة مغنــــي الأوبـــرا الإسباني جوزيه كاريــــراس أوبـــريت ألفه الموسيقار والمؤلف الأسترالي جون فورمان خصيــــصا للمناسبـــة باسم «إنارة الطريق» ويتحدث عن الصداقة والمحبة التي ينبغي أن تسود العلاقات بين شعوب العالم. كان شعار السلام Peace مرفوعا دوما بمثابة شعار للدورة.

_
_